حوار مع شاعر عراقي
تاريخ النشر : 2023-05-16
خ- خ+
استمع
حوار مع شاعر عراقي
عمر بلقاضي - الجزائر
***
العراقي أبو مرتضى:
هي ذي الجزائرُ تستفيقُ وتسبقُ
بمثقفيها والتألُقُ يُعشَقُ
الجزائري عمر بلقاضي:
وبِكم وبالعقل المُشعْشِعِ بالهدى
تُردَى حَناديس ُالقلوب وتُسحقُ
الحقُّ في زمن الدنيَّة صامتٌ
فإذا أُعيد الى الصَّدارة ينطقُ
العراقي أبو مرتضى :
أنا في العراقِ وللجزائرِ رفّةٌ
في قلبِ دجلةَ والفراتُ يصفّقُ
***
الجزائري عمر بلقاضي:
أهلا بأهلٍ في العراقِ نحبُّهم ْ
والحر ُّفي دعوى المحبَّة يَصدُقُ
قوموا ارْفعوا شأن القريضِ فإنّه
في هُوَّة العَيِّ المُسلَّطِ يَغرَق
إنّ الحضارةَ أشرقتْ من أرضكم ْ
فمتى تعود ُالى الرُّبوع وتُشرقُ؟
فتوحّدوا ودعوا الصِّراع فإنّهُ
يمحو الكرامة والرُّقيَّ ويَمحقُ
***
ابو مرتضى العراقي:
وبكم يطيبُ الشعرُ أهلَ (جميلةٍ)
رمزِ الصّمودِ لها الخمائلُ تعبقُ
يا شعبَ مليونٍ من الشهداءِ ، ذا
فخرٌ ، بهِ الراياتُ عزّاً تخفقُ
وبحبِكمْ نعتزُّ .. يأخذُنا الهوى
لضفافِكم.. والموجِ كم يترقرقُ
والحرُّ يصدُقُ في الهوى حقاً وقد
شهدتْ قوافي النبضِ وهي تُصَدَّقُ
قمنا مع الفجرِ النّديّ لنرتقي
شعراً وحقٌّ للقريضِ محقَّقُ
هي ذي الحضارةُ تشتكي مِن ضيعةٍ
عمياءَ في أعناقِ مَن لم يلحقوا
والأرضُ هذي تربُها بعيونِنا
كُحلُ الجمالِ وكم بهِ نتأنّقُ
نحن العراقيين أعجَبُ مَن مشى
فوقَ البسيطةِ والرزايا تطرقُ
متفرقينَ نُرى ، وإذ في لمحةٍ
تشتدُّ آصرةٌ ، ويعلو المنطقُ
متصارعينَ وحولَنا محبوسةٌ
أنفاسُ من أسِفوا ، ومَن هم فرّقوا
وإذا توحّدُنا المصائبُ عصبة
بنيانُها المرصوصُ لا يتمزّقُ
أُعجوبةٌ صخَبُ العراقِ ، وصمتُهُ
وصفاؤهُ .. أكدارُهُ إذ ترنقُ
أرجوكَ لو تأتي تُشاهدُ هذهِ ال
_متناقضاتِ وكيفَ فيها نغرقُ
فتعالَ حُلَّ بأرضِنا ضيفاً تجد
ما لا يُصَدَّقُ والمُحالُ يُصدَّقُ
كرَماً على حبّ الحسينِ موائداً
ممدودةً طولَ الطريقِ تُنَسَقُ
وهنا الجوادُ وكاظمُ الغيظِ الإما
مُ.. بقربِهِ القديسُ والمتزندقُ
وأبو حنيفةَ عندَ أقربِ ضفّةٍ
والسهرورديُّ الغريبُ المُعرِقُ
وهناكَ عبدُ القادرِ الجيلاني مَن
غنّى لهُ في المغربِ المُتَعشّقُ
والهاديانِ العسكريانِ اهتدى
بهُداهُما أهلُ الهدى وتعمّقوا
وعليٌّ السّامي على هامِ السّهى
وبنوهُ والأفذاذُ شمساً أشرقوا
هي خلطةٌ كوفيّةٌ بصريّةٌ
ولها ببابلَ سِحرُها المتعتّقُ
أذواقُها شيعيّةٌ سُنّيّة
صوفيّةٌ روحيّةٌ تتموسَقُ
أقبِلْ لتنظُرَ في (العراقِ) عجائباً
يبقى بها (وهرانُكم) لا ينطقُ
***
الجزائري عمر بلقاضي :
يا ليتَ قولكَ يا أريبُ له صَدى
في أمَّةٍ تئِدُ الإخا لا تُشفقُ
فالشّعبُ في درَك المهانة والعَنَا
لكنّه للغاصبينَ يُصفِّقُ
أين العراقُ؟ وأين أهلُ معارفٍ
في المُعضلات من العلومِ تعمَّقُوا؟
أين الرِّجال؟ وأين أهل مكارمٍ
بالعزِّ بين بني الوجودِ تدفَّقوا؟
الغربُ دمّر كلّ عزٍّ في الحِمَى
الغربُ إن وجَدَ السُّهولة يَخنقُ
ما ذنبُ من قُتلوا على أرض الهُدى؟
باسْم المذاهبِ في الشَّريعة أُحرِقُوا
يا أيها الشُّعراء قوموا فارفَعُوا
صرْحَ الإبا فالحاكمونَ تملَّقوا
يا ليتهم إذ أسرفوا في بغيهمْ
حسِبوا الرُّيوعَ غنيمةً وتصدَّقُوا
لكنَّهم رهَنوا البلادَ وأهلها
لبني ال يَ هُ و دِ وبالسَّراب تعلقوا
صُرِفَ العراقُ عن المواقفِ والإبا
فرغائبُ الأعداءِ فيه تُحَقَّقُ
ما للعروبةِ لا تُؤمُّ براشدٍ
أهلُ الشَّريعة والعروشِ تزندَقُوا
إنَّ الخيانة َفي الجوار تفاقمتْ
والمالُ في غيِّ السَّفاهة يُنفقُ
إنّ الأُلَى زعموا الهدايةَ في الحِمَى
كذَبوا على دينِ السّلام ولَفَّقُوا
فالغيُّ يُنشرُ في البلاد تَعالياً